أن الشعر يصور الواقع دائما, وما فيه من معطيات يتأثر بها ويؤثر, فلقد تأثر الشعر والشعراء في صدر الإسلام بالدين الجديد واتخذوا منه مواقف متناقضة, كما أن القرآن الكريم اتخذ موقفا واضحا من الشعراء لا الشعر, حينما وصف شعراء المشركين الذين وظفوا شعرهم للهجوم على الدعوة و اضطهاد صاحبها الرسول الكريم ومن آمن معه بالضالين في قوله تعالى: (( والشعراء يتبعهم الغاوون, ألم تر أنهم في كل واد يهيمون, و أنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) الشعراء 224-225.
وموقف القرآن الكريم واضح من الشعراء المشركين ومن الشعر من أجل تأكيد براءة الرسول الكريم من عالم الشعراء وقول الشعر, والتأكيد على أن الآيات هي معجزة كلامية تحدى بها فصحاء العرب والشعراء بالطبع, وليس ضربا من الشعر, لان فئة ظالمة كانت تشكك في نبوة الرسول وتغض من قيمة القرآن الكريم ولهذا كان لموقف القرآن الكريم من الشعر هذان المنحيان, فقال في نفي قول الشعر عن الرسول: (( وانه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) (195) سورة الشعراء.
كما قال في نفي الشاعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } (69) سورة يــس.
فالقرآن فرق في موقفه بين شعراء المشركين وشعراء المسلمين ولم يكن موقفه عدائيا من الشعر. كما أن الرسول الكريم استمد موقفه من القرآن الكريم فقد أعجب بالشعر الحسن وتذوقه, فحين استمع إلى شعر كعب بن زهير في برديته التي قال في مطلعها :
بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ* * *متيّمٌ إثرها لم يفدَ مكبولُ
نبّئتُ أنّ رسول الله أوعدني* * *والعفوُ عندَ رسول اللهِ مأمولُ
أعجب به فأثابه ببردته الشريفة.
ولقد كره عليه الصلاة والسلام شعراء الشرك ونفر منهم واستعان بشعراء المسلمين ودعاهم أن يدافعوا عن الدين و أن ينشدوا بين يدي هو جعل الشعر سلاحا يدافع به حيث قال: ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ودعا الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت إلى الدفاع عن العقيدة والدين وهجاء المشركين حيث سمي حسان بن ثابت بشاعر الرسول لقوله:
قال الله: قد أرسلت عبدا * * * يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه * * * فقلتم: لا نقوم ولا نشاء
فمن يهجو الرسول منكم * * * ويمدحه وينصره سواء
يروى أن وفدا من تميم قدموا على الرسول ومعهم من شعرائهم الزبرقان بن بدر والأقرع بن حابس, ومن خطبائهم عطارد بن حاجب , ثم راحوا ينادونه من وراء الحجرات: يا محمد اخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك, فإن مدحنا زين وذمنا شين.
فرماهم الرسول بخطيبه ثابت بن قيس وشاعره حسان بن ثابت ،فساجل ثابت عطاردا خطابة، وساجل حسان الزبرقان شعرا،فقال بن حابس:0 فوالله إن هذا الرجل- يعني الرسول- لمؤتي له ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شعرائنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا ، ثم أسلم القوم جميعا بين يدي الرسول وأغدق عليهم الهدايا . (العصامي : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 232 ).
وللرسول رأي في الشعر فهو لخدمة المجتمع و إبراز الفضائل وله تلك الوظيفة الجمالية والأخلاقية معا حين قال: \" إن من البيان لسحرا , و إن من الشعر لحكمة \" ( أخرجه أحمد 2/16(4651) و\"البُخَارِي\" 7/25(5146) .
فحسن الشعر في نظره كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. كما الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ولذلك قبل عيله الصلاة والسلام أن يمدح بالشعر ويثيب عليه
وموقف القرآن الكريم واضح من الشعراء المشركين ومن الشعر من أجل تأكيد براءة الرسول الكريم من عالم الشعراء وقول الشعر, والتأكيد على أن الآيات هي معجزة كلامية تحدى بها فصحاء العرب والشعراء بالطبع, وليس ضربا من الشعر, لان فئة ظالمة كانت تشكك في نبوة الرسول وتغض من قيمة القرآن الكريم ولهذا كان لموقف القرآن الكريم من الشعر هذان المنحيان, فقال في نفي قول الشعر عن الرسول: (( وانه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) (195) سورة الشعراء.
كما قال في نفي الشاعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } (69) سورة يــس.
فالقرآن فرق في موقفه بين شعراء المشركين وشعراء المسلمين ولم يكن موقفه عدائيا من الشعر. كما أن الرسول الكريم استمد موقفه من القرآن الكريم فقد أعجب بالشعر الحسن وتذوقه, فحين استمع إلى شعر كعب بن زهير في برديته التي قال في مطلعها :
بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ* * *متيّمٌ إثرها لم يفدَ مكبولُ
نبّئتُ أنّ رسول الله أوعدني* * *والعفوُ عندَ رسول اللهِ مأمولُ
أعجب به فأثابه ببردته الشريفة.
ولقد كره عليه الصلاة والسلام شعراء الشرك ونفر منهم واستعان بشعراء المسلمين ودعاهم أن يدافعوا عن الدين و أن ينشدوا بين يدي هو جعل الشعر سلاحا يدافع به حيث قال: ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ودعا الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت إلى الدفاع عن العقيدة والدين وهجاء المشركين حيث سمي حسان بن ثابت بشاعر الرسول لقوله:
قال الله: قد أرسلت عبدا * * * يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه * * * فقلتم: لا نقوم ولا نشاء
فمن يهجو الرسول منكم * * * ويمدحه وينصره سواء
يروى أن وفدا من تميم قدموا على الرسول ومعهم من شعرائهم الزبرقان بن بدر والأقرع بن حابس, ومن خطبائهم عطارد بن حاجب , ثم راحوا ينادونه من وراء الحجرات: يا محمد اخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك, فإن مدحنا زين وذمنا شين.
فرماهم الرسول بخطيبه ثابت بن قيس وشاعره حسان بن ثابت ،فساجل ثابت عطاردا خطابة، وساجل حسان الزبرقان شعرا،فقال بن حابس:0 فوالله إن هذا الرجل- يعني الرسول- لمؤتي له ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شعرائنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا ، ثم أسلم القوم جميعا بين يدي الرسول وأغدق عليهم الهدايا . (العصامي : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 232 ).
وللرسول رأي في الشعر فهو لخدمة المجتمع و إبراز الفضائل وله تلك الوظيفة الجمالية والأخلاقية معا حين قال: \" إن من البيان لسحرا , و إن من الشعر لحكمة \" ( أخرجه أحمد 2/16(4651) و\"البُخَارِي\" 7/25(5146) .
فحسن الشعر في نظره كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. كما الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ولذلك قبل عيله الصلاة والسلام أن يمدح بالشعر ويثيب عليه