(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
يقـول جلّ شأنه :{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} [ آل عمران 190 - 191
في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب
العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.
ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل
بوحدانية الله وعظيم قدرته.
و بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله
تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله
بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما
يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار.
ثبـتت الدراسـات النفسيـة أن خلـو الإنسان بنفسـه , كي يُفـكر وَ يتـأمّل يُســاعده يزيـده صقـلاً وَ صفـآءً ..
وَ كان لـِ القرآن السبـق في مـدح الله للمُتفكريـن في كونـه وَ عظيم صُنعـه وَ إتقانه ..
ممـا يدل على حثّ الدين الحنيف لهـذه العبادة ..
أنّ عبــادة التفـكّر من العبــادات اليسيـرة التي يجنـي منها الخالي بنفسـه المُتجـهه بقلّبـه وَ حواسه إلى
هذا الكون الفسيـح الحفظ من آفات اللسـان وَ ضياع الوقت بلا أجر
..
فـَ تحــفّظ عليـه بصره الذي يقلّبـه في تلك المخلوقات وَ عقلّــه الذي يتدبّر وَ قلبــه الذي يخشـع لملك الله ..
فُـ يُدرك عظيـم ما أمتنّ الله به عليـه , وَيشكره بل وَ يُقرّبه إلى مولاه ..
هل تشتكي
..
ضعف الإيمـان .. وَ قلّــة الخشوع ..
أم يُؤنّبك تكاسلك عن العبادات وَ عدم اللـذة في الطاعات ..
أم فتنّـتك الملـذات وَ الفتن وَ الشُبـهات ..
وَ لم يـعد تؤثِّرُ فيك .. الأحاديث وَ المواعظ وَ الآيات ..
أن التفكُّر وَ الخلو بالنفس
ليجلّـو عنك الكدر .. وَ يعيـدُ لك صفو الحياة ..
تأمّل آيات الله .. وَ أنظر إلى بديع خلقـه حولك ..
بل أنظر في خلقـك وَ نفسك ..
حوّل كل نظرةٍ عاديّـة إلى نـظرة تفكّـر ..
إحتسب الأجر حتّى في تقليـب بصرك ..
فتلكَ نظرةُ رحمّـةٍ وَ تلـك نظرةُ حمـدٍ وَ تلـك نظرةُ خوفٍ ..
وَ تذكّر أن عينـان لا تمسهما النار ..{ عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أبداً عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم
في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات
عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا
وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من
خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في
أذهاننا
اللهم أنر قلوبنا بنور الايمان ونعمة الاخلاص واليقين (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
لا تجعل الآيات وَ العِبر وَ المشاهد وَ الصور .. تمرُّ عليـك بلا تفكر و تدبر !
وَ ذكر ..
وَ رجاءٍ وَ شُـكر ..!
..
لنستشعر من الآن عظيم ما أمتنّ الله به علينا من حواس ..
لندرك بها عظمته سبـحانه ..
جعلنا الله و إياكم من أولي الالباب الذين يتذكرون
و يتفكرون في خلقه
اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقـول جلّ شأنه :{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} [ آل عمران 190 - 191
في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب
العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.
ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل
بوحدانية الله وعظيم قدرته.
و بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله
تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله
بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما
يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار.
ثبـتت الدراسـات النفسيـة أن خلـو الإنسان بنفسـه , كي يُفـكر وَ يتـأمّل يُســاعده يزيـده صقـلاً وَ صفـآءً ..
وَ كان لـِ القرآن السبـق في مـدح الله للمُتفكريـن في كونـه وَ عظيم صُنعـه وَ إتقانه ..
ممـا يدل على حثّ الدين الحنيف لهـذه العبادة ..
أنّ عبــادة التفـكّر من العبــادات اليسيـرة التي يجنـي منها الخالي بنفسـه المُتجـهه بقلّبـه وَ حواسه إلى
هذا الكون الفسيـح الحفظ من آفات اللسـان وَ ضياع الوقت بلا أجر
..
فـَ تحــفّظ عليـه بصره الذي يقلّبـه في تلك المخلوقات وَ عقلّــه الذي يتدبّر وَ قلبــه الذي يخشـع لملك الله ..
فُـ يُدرك عظيـم ما أمتنّ الله به عليـه , وَيشكره بل وَ يُقرّبه إلى مولاه ..
هل تشتكي
..
ضعف الإيمـان .. وَ قلّــة الخشوع ..
أم يُؤنّبك تكاسلك عن العبادات وَ عدم اللـذة في الطاعات ..
أم فتنّـتك الملـذات وَ الفتن وَ الشُبـهات ..
وَ لم يـعد تؤثِّرُ فيك .. الأحاديث وَ المواعظ وَ الآيات ..
أن التفكُّر وَ الخلو بالنفس
ليجلّـو عنك الكدر .. وَ يعيـدُ لك صفو الحياة ..
تأمّل آيات الله .. وَ أنظر إلى بديع خلقـه حولك ..
بل أنظر في خلقـك وَ نفسك ..
حوّل كل نظرةٍ عاديّـة إلى نـظرة تفكّـر ..
إحتسب الأجر حتّى في تقليـب بصرك ..
فتلكَ نظرةُ رحمّـةٍ وَ تلـك نظرةُ حمـدٍ وَ تلـك نظرةُ خوفٍ ..
وَ تذكّر أن عينـان لا تمسهما النار ..{ عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أبداً عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم
في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات
عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا
وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من
خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في
أذهاننا
اللهم أنر قلوبنا بنور الايمان ونعمة الاخلاص واليقين (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
لا تجعل الآيات وَ العِبر وَ المشاهد وَ الصور .. تمرُّ عليـك بلا تفكر و تدبر !
وَ ذكر ..
وَ رجاءٍ وَ شُـكر ..!
..
لنستشعر من الآن عظيم ما أمتنّ الله به علينا من حواس ..
لندرك بها عظمته سبـحانه ..
جعلنا الله و إياكم من أولي الالباب الذين يتذكرون
و يتفكرون في خلقه
اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين